Tuesday, February 12, 2008

عودة إلى زمن البكاء

هل تسمعين ندائي
وكلي تمني بألا تغيب ...
فنحلم سويا بقلبي وقلبك ...
فأنت بحق ارق حبيب
تغيبنا يوما ...ويوما وآخر !!!
ولكن عشقي إليك اشتياق
وصعب بعادك ... صعب صحيح
فهلا علمت بأني جريح ؟!
يا صوت عصفور ... تغنى حين بكت ايامي
وصارعت من اجل البقاء أحلامي
فهلا مسحت الالامي ؟
فيا كل عمري ويا حلم قلبي ..
ويا أم قلبي الرضيع ...
إني دعوتك بما استطيع ...
وقلبي صريييييييع صريع صريع
وحلمي رهين كزهر الربيع
.. وفي وقلبي دمع كأني .... خريف ...
ففي كل يوم .. أدعو السماء بالا تغيب
وتأتي .. تعود
وأجلس بين الهواتف ... دوما
اردد ان اتصالا قريب ...
ولكن هاتفي الجوال اخرس
وحين يرن ... بصوت مريض
فإني اعزي القلب
بأنك تصبر لأجل الظروف ..
---------------
أريدك قلبا ... لكل القلوب
وعشق ترقرق في أضلعي
أقول احبك .... هل تسمعي ؟
وهل صوت قلب بحوح بحوح
يزيد الدموع ... فهل تقبلي ؟
----------------
إذا لم أكن الفتى المنتظر
فهل تسمحين بأن انتظر ...
لحين اكتمال العمر بدونك ...
وحتى يكون الموت انتصر !

Friday, January 18, 2008

الطفل الذي لم يولد

البسمة أمل يختنق ... فاحذر البسمة لانها بداية البكاء .... فاول الليل نهاية النهار .... والنصف الفارغ من الكوب يدوس بأقدامه النصف المليء كي يصعد إلى اعلى الاناء .... الدمعة العرجاء في صوت الرحيل .... سوف تصح اقدامها وتستطيع المشي على خديك ... احذر فكل ما حولك مفتعل الحقيقة الوحيدة هي البكاء والحزن .....................


--------------------------


الان قدم دمعتك
وارحل على كتف الهوى
متبسما فيه الجنون
ولاهثا خلف الصبايا ...
عابثا بالمستحيل

فكم تقطع دمع قلبك في صمود
في جمود في دموع تخجل ..
الليل الطويل،
وتبعث الامال رهنا في يدي؛
كي أخنق الحب الصريع .. وأصبح الجاني
لحب قد قتل ...

يا .. كم تقطع دمع قلبك في صمود
وارتوت اجزاء قلبك بالعذاب ولهفة يشتاقها
قلب الحبيب .. ولم يعد فيها نصيب كي تراه .. وكي يراك
وتبدأ الاحلام كي تحيا الخلود

يا ايها الليل الطويل باعيني ... يا أيها الليل القصير بعين من احببت

لا تنشر الدمع الحزين بأعين العشاق مثلي
إنني ـ حق ـ قتيل
يا أيها الليل الطويل الا تذيب الحزن
في احشاء قلبي كي يَعْلمَ الجرْمَ الكبيرَ بأعين العشاق مثلي...
عندما يرويني حبا من قلوب لا تفرق بين قلبٍ
عاشق من بين الالاف الحجارة والتي اسموها زيفا بالقلوب ...

الان رغما عنك وليس قول باختيار
كم قلت كم اقسمت بان الحب زيف يرتدي زي الجمال ...
ولم تبالي
كم قلت يا قلبي ... وأنت معذبي ان الذي يحيا بدون فؤاده
خير من الذي يحيا بنصف فؤاد ..

الان رغما عنك تذهب في ثنايا الحزن
بدون ان تجد المداد ...

الان تسقط لاهثا من فوق اعلى نجمة مرت على قلب القمر
دون ارتداد

الان تسجد في صبا الاحلام رهن كالعباءات القديمة
والسواد

الان يعرف العشاق رمزا .... قد صلب
من بعد ما كان المخلص من عناد الحب
من طعم البعاد...

يا إيها العشاق اني عاشق ...
فلتحذروا خطب الهوى ...
وخيركم من كان يحيا دون قلب
..... ليس مثلي ....
عاشق ..
قد ضره خطب الهوى
حين يجنح للنوى ...

Tuesday, January 15, 2008

أرض محايدة

عندما تختار انسان ... وتفضله على ثلاثة ارباع البشر ممن يعيشون على وجه الارض وتعلم انه لابد ان يتفوق على الربع الاخر عندها فقط تعلم مقدار خطورة ان يراوده فكرة بالبعد عنك ....
الانسان غاوي يتعب نفسه وغيره
تجربة الحب هي تجربة فريدة من نوعها .... صعب جدا انها تنجح تخيل ان مراحلها
شخصين يلاقوا بعض ... في وقت معين بشكل معين متواصلين مع بعض
وآخر مرحلة انهم يعدوا اي ازمة بتمر بيهم
علاقة الصداقة تستمر اكثر من علاقة الحب لأسباب كثيرة
علاقة الحب المثالي الذي اتوقعه لا تتواجد في الايام تخيل مقدار صعوبة ان يلتقي فردان ويشتعل عند الاثنين المشاعر العاطفية بنفس الدرجة في النفس الوقت عندها فقط يكون الحب المثالي
انبوبة الحب الذي يمر في نفقها هي الاحلام فالاحلام هي ما يغلف العلاقة العاطفية بشكل او بآخر يسمح بتلاقي كافة الاطراف وتوحدهم في سبيل هدف محدد
----------------
عندما تجد هذا الشخص يكون من الصعب ان تتركه يذهب
تحاول ان تمسك به لكنه يرحل
يرحل دون ان يبرر دون ان يضحي من اجلك
لكن تتوقف لحظة وتسأل
هل يحب من لا يستطيع ان يضحي من اجلي
عندها يغيب الوعي للحظة تنظر في ذاكرتك فتجد ان حبك لهم يتمثل في بيتين الشعر
ما كنت أهواكم للنفس إشباعا لكنما حبي عونا وشفاعا
حتى إذا ضعتـــــــــــــــــــــم تلقوا لكم بـــــــــــــــــاعا (ذراعا)
فتجد ان تضحياتك لمن لا يستحق ... لكن هذا الانسان حاليا يستحق
- هذا الانسان يستحق ؟!
- نعم انه يبتعد لأجل انه يتألم من .....
- والا استحق ان يتحمل تلك الالام ....
- كن دائما مثاليا واعط الحق لأهله
عندما ترى الدنيا دائما بالنور وتحترق من اجل ان تنير الطريق لغيرك فيأتي إليك أنسان يصبح كل ركن في حياتك وفجأة يستأذن بالرحيل ... دون اي مبرر تراه مصيبا
فتشت في كتاب الشعر الاول في حياتي كنت قد كتبته في الصف الرابع الابتدائي لم يكن قد بلغ الوزن عندها لكنه تنبأ بما آلت إليه حياتي في هذه اللحظة
وكان بهذه القصيدة الحوارية بين رجل وامراة فرق حبهما عادات وتقاليد ظالمة
أقول في بيت فيها
وعسى يا فؤادي أن .... يجمعنا حب عندنا إثم
وكم اتذكر هذه الحالة الخيالية التي اعيشها هذه اللحظة
وقال لي الكثير من الاصدقاء الشعراء فيما بعد كيف يكون الحب إثم عندنا
والسؤال هو إجابة لذاته
إن الحب في تقاليدنا يا كرام عيب وجرم كبير ... البداوة في عادتنا اثمرت عن فشل حب مات قبل ان يولد لا تفرق هذه العادات الظالمة بين مشاعر طفل في الصف الرابع الابتدائي ومشاعر رجل ناضج لكنها تفرق بين فردين احبا بعضهما وعشقا بعضهما هذه هي الحقيقة المؤلمة
إن تذكر تلك الحالة التي كنت اكتب فيها القصيدة هو ما يؤلمني ... حسنا لأرجع إلى الدفتر
وجدت قصيدة كنت قد كتبتها في السنة الثالثة للمرحلة الاعدادية تقول وكانت بدون اي سبب او موقف مقنع لكني كتبتها هروبا من العادات التي يتحفنا بهما اباءنا ولا يعلمون انها قد تكون جرم يرتكب ضدنا تقول :
عساك الان قد تغفو == ببعض الدمع عيناكا
فتُرحم من ضنا وجع == تقطع منه احشاكـا
فهل من سائل يعرف == بأن الحب أضناكا
وكم من عاشق مثلك == يسير بنفس مسراكا
فهم يقتلهم العـــرف == على كتفي أباكــــــا (ابوك إشارة إلى الاهل)
ألا يا أهلنا رفقـــا == فبعض القتل إشراكــــــــا
لم اكن اتوقع انني سأكون في اليوم ذاته صريعا لتلك القيود (قيود الغباء) .......
كن دائما على وعي بأن من تحب لا يرى سواك فأنت قيده الوحيد وعندها لا تضيع ثقته فاسحق حياتك كي يعيش على رفاتها
وحتما سأظل احب كل الناس كل البشر اكره كل القيود
فالحرية طريقة للعيش
فكن حرا

Thursday, December 27, 2007

كتاب الشيخ عبد الرحيم

كتاب صغير يجلس فيه شيخ كبير السن له من الكبر ما له يخشاه كل من في الحي
فهو درس لك ولوالدك ولجدك تعرفه عندما تهرول الاطفال وكأن خلفهم مارد
لا أذكر سوى بعض الايام التي تبدو كالانوار الخافتة البعيدة عن تلك الايام
كنا نذهب إلى الكتاب لنحفظ القرآن ونتعلم القرآة والكتابة وكان أشد ما يرهبني عصاة الشيخ
إنها تبدو كعامود يضرب به من شاء وقتما شاء وكيفما شاء
ذات استيقظت من النوم على صوت أمي وهي تيقظني لكي أذهب إلى الكتاب
لم أكن مثل الاطفال المرفهين حتى أذهب للحضانات فوالدي أزهري ويرى أن التعليم في الحضانة لا يزيد الاطفال سوى مزيدا من التعصب لأن القائم على الحضانات فكر متأخر ومتحجر كثيرا فكان لابد من الذهاب للكتاب وعندما رأت أمي بأنني لا أريد الذهاب كان شيئا عاديا فهي نفسها عندما كانوا يذهبون بها وهي طفلة إلى ذلك الكتاب كانت تبكي فكيف بوليدها الصغير وقالت لأبي وأشارت عليه ان "آخذ هذا اليوم أجازة " ورفض ابي رفضا قاطعا فأخذت في البكاء
-- والنبي ياابه كتاب الشيخ عبد الرحيم لأ
- والنبي هروح مع العيال صحابي عند الاستاذ.....
وما كدت أنطق الكلمة حتى ضربت للذهاب إلى الشيخ كان موعدي في تمام الساعة الثامنة والنصف صباحا لكن بعد المداولات والمحاولات كانت الساعة التاسعة
- أبو مين اللي يروح الكتاب بتاع سيدنا الشيخ الساعة 9 يكون يومه أسود متأخر دي مصيبة
وذهب إلى الكتاب في صحبة أمي التي لم تستطع ان تتفوه بكلمة امام قرار أبي فهي كانت تريد لي أيضا أن أتعلم ولكن تخشى علي من عصا الشيخ المهم ان الامر قد كان وذهبنا إلى الكتاب وقالت وتحايلت على الشيخ أن يتركني ويعفو عني ولكن أبو مين اللي يقدر يقول حاجة لسيدنا الشيخ فقالت والدتي عندئذ وهي تخشى من الشيخ لما له من السطوة والسلطة والتاريخ الطويل مع أطفال الكفر
- أنا هامشي دلوقتي وهو مش هيعملك حاجة
وكانت أمي تدري تماما أنه لا جدوى من الكلام مع الشيخ فهو آمرها ان تذهب فورا وتتركني
ودخل الشيخ الحصة والاطفال ماجت من الخوف ثم قال لي
- بجى انته مش عايز تيجي الكوتاب
وأخذ يضربني وأنا لا حول لي ولا قوة وأثناء الضرب لمح شيء رغم انه يكاد لا يرى
التفت إلى أحد التلاميذ وقال له
- أبوك يجولك أمبارح روح هات طلب تسب له الدين
وكانت الاباء لا تكلف نفسها عناء تربية تلك الاطفال ويتركوا للشيخ المسئولية كاملة فكان يذهب الاب من هؤلاء إلى الشيخ ليشتكي له ان ابنه صنع كذا وكذا فيقوم الشيخ بمهمة التربية
وأذكر موقفا أن أحد زملائي الاكبر سنا وهو الان محامي بارع قد تغيب للعاشرة صباحا عن موعد الكتاب فقام الشيخ بنفسه بالذهاب لبيته لكي يجره إلى الدرس على "وجه اللي جايبينه" فكيف لا يريد هذا الشخص ألا يتعلم وكيف له ان يقول ولو خفاءا لا أريد حفظ القرآن فوجد الشيخ أباه يجلسه بجواره فضرب الاب والابن مرة واحدة وقال له
- دلعه يا خويا كومان
ويحكي والد الطفل عن الموقف وكيف أنه لم يستطع أن يتكلم في الشيخ هو من رباه من صغره وكان يفعل ذلك مع والده ويقول معلقا
- وانا هعمل ايه يعني .... وهو يعني لما كان بيعملها معايا كان ابويا بيقدر يتكلم
ويحكى من أجيال قديمة ان الشيخ كان يفرش الشارع الفلاني بطوله "حصرا " والشارع يبلغ من الطول حوالي 50 متر بخمس شوارع جانبيه لكي يستوعب عدد الطلاب
والجدير بالذكر هنا أن هذا الكتاب تعلم فيه كافة الناس في الحي هنا وحفظوا على يده القرآن وتعلمنا الصلاة والعبادات والقرآءة والكتابة والحساب حتى من لم يكمل تعليمه المدرسي يقرأ ويكتب "زي الرهوان" بفضل كتاب الشيخ عبد الرحيم
واليوم وبعد أن خرج الشيخ عبد الرحيم أجيال وأجيال من الدكاترة والفنانين والشعراء والمهندسين وغيرهم هل من يتذكره ؟!
--------------
إن تجربة الكتاب واحدة من أرقى تجارب التعلم وأعزي فشل التعليم في مصر بسبب إلغاء الكتاتيب أو انقراضها فكم من عالم تخرج وطبيب تمرس ومهندس يغرد من تحت عباءة الكتاتيب
الكتاب واحد من أهم تجارب التعليم المفتوح الحر وإن سادت بعض الممارسات المرفوضة لكن يكفي انه كان ناجحا على مدى قرون من الزمان
والله يرحمك يا شيخ عبد الرحيم